الأساتذة المستثنون من التفرغ في اللبنانية: لا إنصاف إلا بمجلس شورى الدولة

14/10/2014 08:18

رأى الاساتذة المتعاقدون المستثنون من التفرغ في الجامعة اللبنانية، في بيان ان "الجامعة تفتتح عامها الدراسي الجديد على زحمة ملفات كبيرة، بعضها أنجز تاركا وراءه ضحايا من أساتذتها المستحقين للتفرغ، وبعضها الآخر معلق بين قرارات الجامعة ومجلس الوزراء وبين أصوات الطلاب التي تصدح لتشير إلى الضرر اللاحق بها جراء الزيادة على رسوم التسجيل".

اضاف البيان: "لقد أرادت الجامعة في عامها الجديد التحليق في الأعالي بجناح سليم وبآخر مكسور، فاقتصر حضور الأساتذة في قاعة المؤتمرات على لون واحد من ألوانها القزحية، فترك ذلك الغياب ضعفا في بريق قيمتها التربوية والتعليمية والوطنية. فقد ابتهجت القاعة ببعض المحظوظين المسحقين منهم الذين تعتز الجامعة بانتمائهم إليها، وغير المستحقين الذين من الطبيعي أن يلبوا النداء عجالة لأن ما نالوه من السياسيين، يجعل أقدامهم تسابقهم إلى القاعة للتعبير بحضورهم عن الشكر والإمتنان لأولياء نعمتهم ولأسيادهم المعنويين وليس عرفانا بجميل جامعة تخرجوا منها أو تربطهم بها مشاعر الرغبة في المحافظة عليها وتطويرها والسهر على تقدمها".

وتابع: "ان البهجة داخل القاعة يقابلها اليأس والإحباط خارجها وأمام شاشات التلفزة، لأن كل الأساتذة المستحقين المستثنين من ملف التفرغ انتظروا كلمة الرئيس وترقبوا بشوق وبلهفة ما سيتلوه، راجين أن لا يقتصر نقده في ملف التفرغ الأسود على كلمة واحدة، يعترف فيها بصحة بعض النقد الموجه إلى المتفرغين الجدد، وليته فصل بعض ما صرح به، لكان أراح نفوس المستثنين وأعاد إليه الأمل بالجامعة وبرئيسها وبالوطن".

وسأل الاساتذة: "ما هو الصحيح الذي يعبر عنه المستثنون، وكيف يعالج الخطأ؟ وكيف ندعو إلى تحديد صفات المتفرغ الباحث في الجامعة اللبنانية، وهو يدرك وكل من أعانه على الوصول إلى نعمة التفرغ بأنه استعان بالسياسة وبالطائفية وبالمذهبية وبالمحسوبية على حساب كل المعايير الأخرى الإنسانية منها والأخلاقية والأكاديمية والقانونية. فأي باحث سنلاقي وأي جامعة ستكون وأي وطن سنبني؟

أعينونا بالإجابة لأن علمنا أعجز من الإجابة عن أحجية لا يفهمها إلا من امتهن الخطأ وبرع في تبريره. وكيف يستدرك رئيس الجامعة وقبل بداية العام الجامعي الجديد الضرر بثلة من أصحاب الصفات الأكاديمية التي تفاخر بها وهو يحتفل منتصرا بعام الجامعة الجديد. فالجامعة يا معالي الرئيس هي التي تجمع كل محبِّ وحريص ومضح من أجل الجامعة وليس من أجل التفرغ، وهي التي تجمع كل أبنائها ، كادرها التعليمي والوظيفي".

اضاف البيان: "لقد ملت منا الممالقات وضجرت منا الكنايات واللياقات على حساب الصدق والصراحة، يا رئيس الجامعة، وارتوت الأمة حتى الثمالة من الانتصارات الكلامية ومن الإنجازات الوهمية التي لا قيمة لها على أرض الواقع. وكلنا نعرف حجم المعاناة التي تعرضت لها لعدم اقتناعك بخرق المعايير ولحرصك على الجامعة وعلى مستواها الأكاديمي والتربوي. وكلنا أصبح متيقنا أن الأمة تعيش اليأس والإحباط لأنها أمة الكلام وليست أمة الفعل، وقد نبرع في إخفاء سوءاتنا لبعض الوقت لا لكل الوقت أو إلى الأبد. وملف التفرغ الأخير هو من تلك الملفات السوداء التي لا تبيض صفحاته إلا عند إخفات أصوات المستحقين المظلومين، الذين لن تتوارى ملامحهم ولن ينأى صدى أصواتهم إلا بعد إنصافهم.

مهما حاولتم بخطاباتكم تجاهل الحقيقة أو تجاهل حقهم الذي تحاولون تجاهله وأنتم العارفون وكل من كان في القاعة يسمع، ويردد في مضاميره بخلاف ما يصرح، فإن الحق هو المنتصر وإن تراكمت فوقه الموريات من الحجج والتبريرات. ولن نتسلح بالديكورات ولا بالكلمات الرنانة ولا بالبكاء على أطلال قرارات ظاهرها حق وباطنها باطل، بل شددنا العزم وتوكلنا على قناعاتنا بأحقية مطلبنا، وتوجهنا إلى القانون الذي يمثل وجودنا الوطني والإنساني، وتقدمنا إلى أعلى سلطة قانونية وهي مجلس شورى الدولة الذي يعمل بصمت لإنصاف المغبونين، ولا ينتظر لا الإطراء ولا الموعودات من المناصب والسلطات، ووضعنا أمانة قضيتنا بين يديه لإنصافنا، ولإعادة الثقة إلى الجامعة الوطنية وإلى الوطن من خلال سيادة القانون على حساب القبلية والمحسوبية المقيتة".

وختم الاساتذة بيانهم: "كلنا ثقة بأن مجلس الشورى هو الوحيد الذي ما زال إكسير حريته نقيا وعفيفا، ولم تفسده الحياة لا بسياساتها ولا ببروق مطامعها. وقد حددنا مطلبنا في دعوتنا بالطعن بكامل القرار ونشدد على ذلك كي تعود الصلاحية الكاملة إلى مجلس الجامعة، وكي تستوي مسالك المؤسسات، بتراتبية يراعى فيها مبدأ العدالة والمساواة والكفاءة العلمية والتربوية. ولأننا أبناء هذه الجامعة ولأن الجامعة هي أمنا الحنون، فسنحافظ عليها ولن نرضى بإلحاق الضرر بها لا من داخلها ولا من خارجا. ولا يثنينا عن حقنا تجاهل من يسمع أو سماع من يتجاهل، لأننا كنا وسنبقى مؤمنين بجامعتنا الوطنية وبرسالتها الوطنية الرائدة".

Search site

Make a website for free Webnode