العائلة وأهمّيتها

17/11/2014 23:00

تعتبر العائلة الخليّة الأساسيّة المكوّنة للمجتمع وأيضا لايمكن للإنسان أن يعيش خارج إطار المجموعة فهو كائن اجتماعي وهو كما يقول ابن خلدون بكتابه " المقدمة مبنيّ بطبعه إذا يحتاج لتلبية حاجاته المادية (الأكل – الشرب – المأوى – اللباس – الصحّة) المعنوية(التحابب – الأنس – التضامن – التعاون) من أهم المجموعات الإنسانية التي ينشأ فيها الطفل العائلة. فماذا نعني بالعائلة؟

                                       


العائلة مجموعة من الأشخاص ارتبطوا بروابط الزواج والدم والاصطفاء او التبني مكونين حياة معيشية مستقلة ومتفاعلة يتقاسمون عبء الحياة وينعمون بعطائها. وليس من شك أن العائلة لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي، وبعث الحياة، والطمأنينة في نفس الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويكتسب بعض القيم، والاتجاهات، وقد ساهمت الأسرة بطريقة مباشرة في بناء الحضارة الإنسانية، وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس، ولها يرجع الفضل في تعلّم الإنسان لأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق، كما أنها السبب في حفظ الكثير من الحِرف والصناعات التي توارثها الأبناء عن آبائهم.

ومن الغريب أن الجمهورية التي نادى بها أفلاطون، والتي تمجّد الدولة، وتضعها في المنزلة الأولى قد تنكرت للعائلة، وأدت إلى الاعتقاد بأنها عقبة في سبيل الإخلاص والولاء للدولة، فليس المنزل مع ما له من القيمة العظمى لدينا سوى لعنة وشر في نظر أفلاطون، وإذا كان من بين أمثالنا أن بيت الرجل هو حصنه الأمين، فإن أفلاطون ينادي: اهدموا هذه الجدران القائمة فإنها لاتحتضن إلا إحساساً محدوداً بالحياة المنزلية. (آراء أفلاطون وأرسطو في فلسفة الأخلاق والسلوك).

                                                    

                            

والحديث هنا ليس فقط عن أهمية العائلة وعن مفهومها سواء بالنسبة للفرد أو المجتمع بل القصد ما تقوم به الأسرة من دور جوهري تقدمه منأ جل الدفع بأفرادها. إلى تولي المهام الفاعلة داخل وخارج إطار الأسرة فالدور الذي تقدمه العائلة لا ينحصر في توفير الاحتياجات التعليمية والصحية والنفسية فقط بل في تنمية وإعداد الأفراد صحياً ونفسياً واقتصادياً واجتماعياً ليدفع أفرادها بعجلة التنمية إلى الأمام في مختلف الأنشطة والبرامج التنموية وذلك بغرس مبادئ الإحساس بالمسؤولية التي ينبغي أن يتحملها الأفراد.

ناهيك عن الدور التخطيطي الذي تقوم به العائلة لتنظيم سير مستقبل أفرادها خاصة أنه ليس من السهل إعداد أفراد متحملين المسؤولية فاعلين في مجتمعاتهم، والتزايد في عدد السكان والوضع الاقتصادي الذي لا يمكن العائلة من النظر في تنمية أفرادها وتربيتهم التربية السليمة جعلها تبحث عن الاحتياجات الضرورية مقتصرة على توفير الطعام والمسكن، بعيداً عن الدور الحقيقي المخطط والمنظم لضمان مستقبل مستنير ومتبصر في اتجاه تطوير المجتمع وتحقيق الأهداف الأساسية من خلال تربية وإرشاد وتأهيل عالٍ فالبناء السليم لكيان العائلة سيجعلها منتجة وتسير في خط مستقيم بحسب الأسس والمعايير التي تتناسب مع فكر واحتياجات سوق العمل وكذلك مواكبة التطور الذي لن يكون إلا وفق مؤشرات وآليات قادرة على إحداث التغيير وبناء قاعدة قوية من أجل الوصول بالأهداف إلى حيز التطبيق والإنجاز لخدمة المجتمع والفرد معاً.

وهكذا نجد ان للعائلة دورها الفعال والإيجابي ولها أهميتها الحقيقة في المجتمع المعاصر وفى تحقيق وظائفها نحو بناء وتنمية شخصية الفرد وتغذيته بالمشاعر والاحاسيس التي تمكنه من مواجهة مشكلات هو أزماته. ومن هنا ان الاهتمام ببيئة الأسرة أمر ضروري وهي في طليعة الاصلاحات التي ينبغي المباشرة بها لإيجاد جو صحى ملائم لتنمية أجسام وأدمغة رجال الغد الا وهم الأبناء.

 

بقلم الرفيقة ريتا القزي 

            

 

Search site

Create a free website Webnode