بعدو حلمك عايش فينا...

15/09/2014 09:59

"أولاد الشيخ بشارة الخوري عندما رأوا تمثال والدهم قالوا لي هذا لايشبه أبينا لكن لابأس بكرا منتعوّد عليه، هكذا بعض اللبنانيين لن يعجبهم بشير ولكن سوف يتعودون عليّ خلال رئاستي "،

هذا آخر ما قاله الشيخ بشير الجميل قبل ثوان من استشهاده، لكننا لم نكن ندري إنّ قصة البشير الأسطورية ستنتهي بهذه السرعة ولن يبقى منه سوى تراب وتمثال وحلم.

كثر لم يصدقوا هذا الخبر- الصاعقة ولكن التعرف إلى الجثة كان سهلاً لأن إصابة الباش كانت من الخلف، فالمخ كان منزوعاً، كذلك  الظهر والعمود الفقري وكانت في جيبه ورقة فيها دعاء من راهبات دير الصليب إلى السيدة العذراء لتحميه.

قال الشيخ نديم الجميل "متل اليوم، البعض خسروا رفيق، كتار خسروا قائد، اللبنانيين خسروا رئيس، يمنى وانا خسرنا بيّ... ورح نضلّ كلّنا نحبّك". مثلما كان "بيّ" نديم ويمنى، كان بشير بيّ الكلّ، فهو إنسان استطاع أن يجمع شعب لبناني بكامله، بمختلف طوائفه واختلاف آرائه على حبه، واستطاع أن يكون وأن يبقى حديث الأجيال وأن ينال حب واحترام حتى الذين لا يعرفونه ولم يروه إلّا بالصور ولكنهم عرفوا تاريخه وأحبّوه من خلال حب الناس له.

تميّز بتواضعه وحبه للحرية والحياة وكره القيود و"بقي حتى آخر لحظة من حياته مؤمناً بنوع من القدرية مسلّماً أمره إلى الله ومتوكلاً عليه. فذلك كان سرّ جاذبية بشير الجميل الزعيم وذلك السرّ نفسه ساهم في إيجاد طريقة سهلة لإغتياله" (جورج الحايك – تاريخ في رجل) .

نعم، قتلوا جسد بشير الجميل، نعم قتلوا حلم الجمهورية، نعم قتلوا أمل لبنان ولكنهم ما استطاعوا أن يقتلوا محبينه وهم بالآلاف ويحملون أفكاره ويمشون طريقه، ففي كل شخص منهم بشير صغير ينمو بداخله، فشعار "بشير حي فينا" لم يأت من عدم.

ذهب تاركاً خلفه القوات اللبنانية ونديم الجميل وسمير جعجع ومجموعة لا تحصى من الشباب والشابات الذين حملوا فكره في حياتهم وسينقلوها لأولادهم، فترك لنا الحلم والتاريخ والحاضر والماضي المشرّف والمستقبل، وعلّمنا معنى المقاومة الحقيقية والوطنية. 

بقلم الرفيقة إستال خليل

Search site