
توقيع اتفاقية تعاون بين الجامعة اللبنانية ومنظمة الهجرة حول ماستر مهني في الدعم النفسي الاجتماعي والحوار
وقع رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين وممثل المنظمة الدولية للهجرة في لبنان فوزي الزيود على اتفاقية تعاون حول ماستر مهني تنفيذي في الدعم النفسي - الاجتماعي والحوار، في الادارة المركزية للجامعة في المتحف.
بداية تحدث السيد حسين فأشار الى ان "هذا الماستر من الناحية القانونية ليس ماسترا من الجامعة اللبنانية وفقا لانظمتها وقوانينها، فالماستر الاكاديمي في الجامعة يحتاج الى سنتين من الدراسة الاكاديمية في حين ان الماستر المشترك بين الجامعة والمنظمة مهني، اي شهادة كفاءة او تدريب تنفيذي او دبلوم للتدريب"، لافتا الى ان هذا "الماستر لا يغير، وان كان يحمل الاسم نفسه، من جوهر هذا العمل خاصة ان العمل محدد من آذار الى تموز 2014، اي حوالي 5 أشهر".
وقال: "نشكر المنظمة الدولية للهجرة المهتمة بالهجرة الانسانية واوضاع المهاجرين اجتماعيا واقتصاديا وانسانيا بشكل عام، وانتم كما نعلم جزء من دور منظمة الامم المتحدة في الشرق الاوسط والعالم، ومنظمتكم منظمة دولية رسمية مفتوحة العضوية، تضم 150 عضوا حاليا ولبنان على طريق الانتساب اليها. ونحن كجامعة لبنانية، جامعة الدولة، الجامعة الرسمية، يهمنا هذا النشاط الاجتماعي المتعلق بالهجرة خصوصا في معهد العلوم الاجتماعية وعميده السابق فريدرك معتوق سيتابع معكم هذا الماستر في حرم المدينة الجامعية في الحدث".
وتطرق الى مسألة اللاجئين الفلسطينيين الذين "اضطروا الى ترك وطنهم بالقوة وبغير وجه حق حيث يفوق عددهم 400 الف في لبنان مقابل اعداد اقل بكثير من اللجئين المؤقتين من السوريين والعراقيين، وفي الوقت نفسه يعتبرون ثابتين مقارنة بغيرهم مما يؤدي الى ضغط سكاني في بلد صغير رقعته الجغرافية لا تتسع لابنائه، والدليل هجرة اللبنانيين منذ بداية الحرب".
ودعا "ضمير العالم الى الاستماع لحاجة اللاجئين الفلسطينيين بحقهم في تقرير المصير بأن يرجعوا الى وطنهم الاصلي، في ظل الازمة الاجتماعية التي يعانيها لبنان جراء توافد الاعداد الكبيرة من المهاجرين السوريين"، معتبرا "مشاركة السوريين واللبنانيين معا في هذا الماستر فرصة للاطلالة على معاناة هؤلاء الناس وتبيان موقف لبنان من انصافهم ومساعدتهم".
وقال: "في لبنان لا نستطيع تحمل الاعباء المادية والبشرية وكل هذا الضغط بسبب النزوح فلو ان مساحة البلد أكبر ما كان هناك من مشكلة، والدليل عندما نزح اللبنانيون الى سوريا عام 2006 لم يشكلوا ازمة اجتماعية بسبب ضآلة عددهم مقارنة بمساحة سوريا الشاسعة، عكس ما هو حاصل حاليا مع نزوح ما يفوق المليون ونصف مليون سوري الى لبنان الذي لا تتجاوز مساحته 10452كلم مربع".
الزيود
اما الزيود فشكر الجامعة على "تعاونها مع المنظمة وفتح المجال لاستكمال المسيرة المشتركة الناجحة السابعة في العام الجامعي 2006- 2007 عبر برنامج الماستر التنفيذي الاول حول الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا الحرب"، مشيدا ب"عراقة الجامعة اللبنانية وتقدمها في مجال الدراسات والابحاث ووجود اساتذة اكفاء ذوي خبرات مهمة في العديد من المجالات"، مشيرا الى ان احساسه تجاه الجامعة هو "نوع من رد الوفاء لهذا الصرح التعليمي الراسخ الذي استقبله كطالب في البرنامج السابق".
وتوقف عند "العبء الذي يتحمله الشعب اللبناني المضياف جراء الاعداد غير المحدودة من النازحين السوريين، ورغم ذلك لم يقفل حدوده يوما امام نازح او طالب حاجة"، شاكرا "لبنان بكافة مؤسساته ومنظماته المدنية والحكومية على رحابة الصدر وحسن الضيافة وتقاسم لقمة العيش والماء رغم محدودية الموارد".
وتحدث عن تاريخ المنظمة وتوزع مكاتبها ونشاطاتها في لبنان ومنها "مساعدة الحكومة على اجلاء اكثر من 15 الف عامل اجنبي تقطعت بهم السبل خلال الحرب وتأمين وصولهم سالمين الى بلدانهم".
وقال: "لم نتوقف عن تقديم المساعدة والدعم وتنسيق النشاطات الانسانية والاجتماعية واستمررنا في العمل منذ العام 2006 حتى الان، كما نفذنا برامج اخرى منها برلمان الشباب وبرنامج العودة الطوعية والحد من الهجرة غير الشرعية الى لبنان من خلال برنامج التوطين الذي تقوم به المنظمة عبر تسهيل اجراءات السفر للمهاجرين الذين يتم قبولهم في اميركا واستراليا وكندا وتخفيف الاعباء عن الدولة المستقبلة".
أضاف: "ومن نشاطاتها ايضا، العمل ضمن فريق الامم المتحدة للاستجابة الانسانية والتركيز على اللاجئين العائدين من سوريا وخصوصا البنانيين، حيث وقعت المنظمة على اتفاقية شراكة مع الهيئة العليا للاغاثة سجلت بموجبها اكثر من 20 الفا من العائدين اللبنانيين من سوريا، وأعدت تقريرا عن المسح او التقييم الذي تم، ويجري حاليا العمل على استكمال المرحلة الثانية من البرنامج في تسجيل العائدين فضلا عن تقديم المساعدة المباشرة لهم: الصحية، برامج سياسة الدخل، برامج الدعم النفسي والاجتماعي".
وتطرق الى "الدور الريادي الذي تقوم به المنظمة بالتعاون مع الهيئة العليا للاغاثة"، مشيرا الى ان "الحكومة اللبنانية ساعدت على نقل ما يزيد عن خمسة آلاف لاجىء سوري جرى قبولهم في البرنامج الانساني في المانيا"، لافتا الى "استعداد المنظمة للتعاون مع اي جهة مانحة ترغب في تخفيف الاعباء".
وتحدث عن "توسع نشاطات المنظمة في لبنان منذ العام 2013 وتزايد اعداد فريق عملها ومكاتبها الميدانية والرئيسية"، متمنيا على "الحكومة اللبنانية والمعنيين الانضمام الى المنظمة الدولية للهجرة وفتح آفاق مباشرة للتعاون".
معتوق
بدوره، قال مدير الماستر التنفيذي فريدريك معتوق: "للجامعة اللبنانية مهمة اكاديمية وطنية بحسب نصوصها الناظمة، لكن لديها ايضا مهمة انسانية، والبعد الانساني هذا هو ما يجعلها منفتحة على قضايا كل الناس، في لبنان كما في خارجه. من هذا المنطلق، يسرنا ان نتعاون للمرة الثانية بعدما نجحت المرة الاولى، في اطار ماستر تنفيذي مع المنظمة الدولية للهجرة التي نحترمها ونقدرها كما جميع مؤسسات الامم المتحدة".
أضاف: "يهدف الماستر التنفيذي الى صقل مهارات ومعارف الطلاب الذين سيشاركون فيه على مدى ستة اشهر، مع امتحان فصلي وآخر نهائي، تتوجه رسالة تتمحور حول بحث ميداني محدد. وسيتابع الطلاب الثلاثون تكوينهم الاكاديمي في مجالات الدعم النفسي، الاجتماعي بتفرعاته المختلفة، الهجرة والتهجر، التدريب على تقييم وتقدير حاجات المجتمع المحلي وجذور الحروب الاجتماعية وحل النزاعات والتواصل اللاعنفي والتعبير المسرحي والتاريخ الشفهي، وسواها من الموضوعات الشيقة والمفيدة".
وتابع: "سيشارك في تقديم وادارة هذه الجلسات الاكاديمية التفاعلية، عدد من خبراء المنظمة الدولية للهجرة ومن اساتذة الجامعة اللبنانية المتخصصين من معهد العلوم الاجتماعية وكلية الاداب والعلوم الانسانية ومعهد الفنون الجميلة، بحيث تتلاقح المعارف العالمية وتلتقي في الانسان. فالجامعة اللبنانية تؤمن بحقوق الانسان وتدرس هذه المادة في كلياتها ومعاهدها كافة، لكن الاهم من ذلك انها تمارس ما تدرس وتفعل ما تقول، واقامة هذا الماستر التنفيذي الذي سيعود بالمنفعة على سوانا خير دليل على اصالة وصدق توجهنا".
السيد حسين
ثم تحدث السيد حسين عن علاقة هذه الانشطة بالعلوم الاجتماعية بوجه عام، مشيرا الى ان ذلك "يؤكد من جديد اهمية العلوم الاجتماعية كحاجة وطنية وعربية وعالمية وهي تزداد يوما بعد يوما"، لافتا الى ان "الجامعة معنية بهذا الماستر وبغيره من المشاريع الاجتماعية وبتطوير علم الاجتماع وتعميمه لان المجتمع اللبناني والعربي بحاجة الى هذا العلم وتعميقه".
وشدد على "دور معهد العلوم الاجتماعية ووظيفته والاهمية التي توليها بعض البلدان في اوروبا واميركا لعلم الاجتماع كمادة اساسية للطالب في دراسته الجامعية نظرا للدور الذي يمكن ان يقوم به الطلاب في فهم المجتمع وتغيير ثقافته نحو الافضل"، لافتا الى أنها "فرصة لجمع النتائج والخلاصات ووضعها في متناول الطلاب في لبنان وخارجة أملا بالسير في خطوات تنفيذية سريعة من دون عقبات".