
يخافوننا
يصعدون إلى المنابر ليصمّوا آذاننا بمبادئهم المزيفة وولائهم المنقوص ووطنيّتهم المجهولة الهوية، ونراهم يجوبون على عملاء الوصاية يتملّقون هذا ويترجّون ذاك. يلتفّون عند كلّ منعطف فيغيّرون المبادئ إذ ما هبّت نسمة خطر أو يقدّمون التنازلات إذ ما اقتضت المصلحة ذلك.
يشنّون حملاتهم على كلّ من لا يتوافق ومصالحهم أو يواجههم بحقيقتهم، فيهاجمونه ويخوّنونه ويجعلون من أنفسهم حماة الوطن، ثم يتحالفون مع من لا يعترف بالكيان اللبناني لا بل يوقعون عقد ذميّة يجبرهم على تبرير أفعال الحزب فيصبح اجتياح بيروت ردّة فعلٍ مشروعة والقتال إلى جانب نظامٍ نكل بنا طوال عقودٍ واجب.وبكل وقاحة وبعد أن يعلنوا عدم اعتبارهم واكتراثهم للدولة، يطالبون برئيسٍ من صفوفهم!
هؤلاء هم من يمانعون ترشّح جعجع للرئاسة.
هم يخشون تبوّء 14 آذار، نعم يخشوننا، نحن الذين لم نركع يوم أراد الفلسطيني جعل لبنان وطنًا بديلا باجتياح مناطقنا، بل قاتلنا حتى أرماقنا الأخيرة ومنعناه.
نحن الذين يوم أراد السوري احتلالنا وضمّنا لجمهوريّته قاومنا بكلّ ما أوتينا من قوّة، اضطُهدنا واعتُقلنا وقائدنا، وكنا سواء في النضال. ثبتنا تحت وطأة الظلم وانتفضنا كيما تبقى لنا الحرّية المقدّسة، كيما تبقى لنا ثقافتنا اللبنانيّة. وحين أعلنّا نصرنا أعلنّاه للبنان وفي لبنان.
يهابون سمير جعجع لأنه قوي، لأنه صاحب مبدأ، لأنه لا يساوم لا يتهاون، لأنهم في عهده لن يتمكّنوا من احتكار قرار السلم والحرب ولا التحكّم بأوصال الدولة، لأنهم لن يستطيعوا السيطرة على المطار وعلى حياة من يمرّ به! لأنهم لن يحتلّوا مناطق ويمنعوا الجيش من دخولها ولن يضعوا له الخطوط الحمراء!!
لا تخالوا أنكم إذ ما سطوتم فترة من الزمن حكمتم التاريخ، تأتي المحن كي تختبر الأقوى والأجدر، ونحن بعد كل محنةٍ ننهض..وننتصر!