عاطف… عطفي عليي يا عدرا

17/02/2015 14:33

 في يوم واحد وفي غضون ساعتين من الزمن ، صرخت والدة العريف في صفوف القوات اللبنانية والشهيد عاطف حبشي مرتين، الأولى: "عاطف… نور البيت يا أمي" وارتسمت على شفتيها ابتسامة الحياة.  أما المرة الثانية فصرخت بقوة الصوت ذاتها:  " عاطف… عطفي علييّ يا عدرا" وحرقت  على شفتيها تلك الإبتسامة للأبد. 
                                               
 تروي لي والدموع تنهمر من عيونٍ أثقلها الفراق وكوتها لوعة القلب تلك:  "كانت إيام حرب يا بنتي ، الخبز مقطوع ، نزل زوجي تا يجرب يأمن كم رغيف ندبر حالنا فيهن. كان صرلنا كم يوم ما شفنا عاطف، فتح الباب وفات ، شفتو ادامي ما صدقت عينيي بإيدو في خبز ناولني ياهن ومشي، ترجيتو يبقى شوي كان جوابو "طمنت عليكن"، وبعد ساعتين رجع شهيد "
نعم، إطمأن عاطف على عائلته ، أمن لهم خبزاً ليأكلوا وكان يبغي أن يؤمن لهم لبنان...

إنه عاطف مطانيوس حبشي مواليد  دير الأحمر 15/12/1964، ليس من الغريب ان يكون مسيحياً، قواتياً، مدافعاً عن لبنانه العظيم وبطلاً وهو قد تربى في تلك القطعة المقدسة من أرض لبنان . 
إلتحق عاطف بصفوف القوات اللبنانية في ثكنة دير الأحمر  في 7/3/1986، ما ميزه حقاً ليس رجوليته وقوته فحسب ، إنما ذلك الهدوء المعهود الذي كان يخبأ في باطنه رأساً ذكياً ، ورجلاً قوياً واثقاً بخطواته.   
كان يعرف ربه جيداً، يؤمن به ويتكل عليه، وبقي انجيله وبندقيته قلباً واحداً وروحاً واحدة ،فكان ضميره ضميراً حياً وكرامته فوق كل اعتبار. 

لم يتوانى المقاتل الشرس يوماً عن القيام بواجبه، فقد ارسل بفريق من دير الأحمر الى بيروت، ومنها انتقل بالمجلس البحري الى جونية وإلتحق بثكنة أدونيس. 

شارك عاطف بمعارك كثيرة ، برز خلالها بطلاً لا يخاف الموت، يؤمن بالقضية لأجل لبنان ويعمل لرفع راية الحق.

                                                           
 

ولكن الموت خنق انفاس البسالة داخله وسرق شمعة مضاءة في تاريخ القوات اللبنانية… 
استشهد عاطف في يسوع الملك في 9/2/1990، استشهد البطل ونشف ذلك الدم النابض بحب لبنان
مات العنفواني العظيم …  ليبقى حياً في نفوسنا.
 
أخي الشهيد، يا رفيقاً تراقبنا من السماء، استرح وإطمئن ، إننا صامدون في هذه الأرض ، على الوعد باقون، وأبواب الجحيم لا لم ولن تقوى علينا

 

بقلم الرفيقة مستيكا الخوري 

Search site

Create a free website Webnode