ذلك الشهيد... هو نفسه "القاتل"

29/01/2015 16:01

منذ نحو الاسبوعين، سقط لحزب الله "شهداء" عُرفوا بـ"شهداء القنيطرة" على يدّ العدو الاسرائيلي. أما اليوم، فجاء الدور على اسرائيل... لتُعلن عن استشهاد عدد من جنودها.

رُفِعَ الصوت عالياً وهتفَت حزب الله "مجموعة شهداء القنيطرة تتبنى عملية مزارع شبعا". 
نعم، فذلك الشهيد... هو نفسه القاتل.

أنا لا أدري، في أي دولة "تحترم سيادتها واستقلاليتها" تسمح لأحد الفرقاء السياسية اتخاذ قرار بشنَ هجوم إرهابي على "عدو" دولتها؟ كيف يرى حزب الله الحوار الذي يقوم به مع تيار المستقبل، في وقت هو يتخذ قرارات غير آبه بأراء حلفائه... كذلك أخصامه – الحلفاء (إذا صحّ القول)؟

حزب الله شيّع "شهدائه". 
المؤسسات الاعلامية اللبنانية المحلية "انعجقت" بالنقل المباشر لمراسم التشييع. فهو اليوم، وبكل ثقة يشرّع لحزب الله "مقاومته" و"سلاحه".

في الأمس،
"لا لسلاح حزب الله غير الشرعي"، 
"لا لتشييع رجالها"...
اليوم... تغيّرت ألوان المحطات، وامتزجت القوانين بين الشرعية واللاشرعية، تجددت الأقاويل وبات "ميكروفون" المؤسسة يصرخ "اتفضلوا إنتو وسلاحكم ورجالكم، فالمشاهدين تنتظر وصولكم على شبابيك التذاكر"!

يا لسخرية هذا العالم وهذا الوطن.

تخلق طفلاً بريئاً، تنمو لتصبح شاباً، تعمل لتصنع من نفسك رجلاً... فيأتي اليوم المشؤوم، فيتغيّر لون البطاقة الذاتية... من بريء الى سقيم، من مُخلِد الى سفّاك، لينتهي بك المطاف "شهيداً".

نعم، فذلك الشهيد... هو نفسه القاتل.
 

 

بقلم الرفيقة ستيفاني يوسف

Search site

Make a website for free Webnode