نحن من أعطى للحرية معنى

23/03/2015 13:11

"نحن الذين لجأنا إلى المغاور والكهوف في عهد الظلم والظلام طوال مئات السنين ليسلم لنا الإيمان بالله وعبادته على طريقتنا في هذه الجبال، ولتبقى لنا الحرية التي إذا عُدمناها عُدمنا الحياة".

نحن الذين بدأنا مع يوحنا مارون مسيرة نضالٍ لا ينتهي. نحن الذين افترشنا مغاور وادي قنوبين والتحفنا ترابها المقدّس وتنفسنا بخّور فجرها وحفرنا على حجارتها تاريخ مقاومتنا هذا. نحن الذين بدأنا مسيرة دفاع عن أرضنا وعيشنا فيها أحرار.

لقد جعلنا للمقاومة معنًى ومثالًا يُحتذى به، فنرى اليوم براعم مقاومات في العالم العربي، في كوباني التي سجّلت صمودًا في وجه تنظيم داعش ودحرته بعزيمة مقاتليها رغم قلّة عددهم وضعف عتادهم أمام وحشيّة أعدائهم، وفي العراق وسوريا في مقاومة الأشوريين.

ونرى الرّقة اليوم ترزح تحت نير الذميّة، تُهان في عبادتها، تُنزع صلبانها عن كنائسها ويدفع أهلها الجزية للدولة الإسلامية.

لم يكن ليكون حالنا بأفضل من هذه الشعوب لولا المقاومة اللبنانية. يوم أراد الفلسطيني لبنان وطنًا بديلًا ويوم اعتبره السوري محافظة في بلاده، أبينا العيش ذميين. رفضنا المساومة على كرامتنا فكنّا خط الدفاع الأوّل. حاربنا باللحم الحي، خضنا معارك منفردين من حرب الفنادق والمخيمات وحرب المئة يوم إلى الأشرفية وزحلة وبللا وقنات. استفرسنا في الدفاع عن حقنا وأرضنا وحريتنا وقدّمنا في سبيلها أغلى شبابنا وشاباتنا.

قاومنا مع البشير ووثبنا معه عتبة الدولة التي حلمنا بها وانهار حلمنا مع اغتيال البشير.. إنما لم نيأس! نهضنا وأكملنا النضال وعانينا جنبًا إلى جنب السجن والملاحقات والترهيب والإغتيال،صمدنا مع سمير وحملنا شهادة رمزي عيراني وبيار بولس وبيار ضو .. حتى نلنا استقلالنا من السوري في ثورة الأرز في عام ٢٠٠٥.

وبعد، لم تنته مسيرة الحرية، ففي الداخل محتلٌّ يحاول بسط سيطرته وفرض عقائده علينا ، فنراه يتجول بسلاحه غير آبه للدولة محاولًا زرع الرعب في النفوس، الأمر الذي يتكرر في الفنار. فما الفرق بين داعش وحزب الله الذي يحاول زجّ هذا الوطن في ولايةٍ لا يمكن أن يكون جزءًا منها ما دمنا هنا؟! لقد فاتهم أنّ تاريخنا تضحية وأننا إذ ما استدعانا الواجب سنلبي النداء إلى آخر قطرات دمنا، وأننا أقسمنا الوفاء لشهدائنا الذين سلمونا أمانة هذه الأرض.

 

Search site

Make a free website Webnode